كان يحيى شاباً وسيماً يعيش في قرية صغيرة على أطراف الصحراء الكبيرة، كان معروفاً بحبه للمغامرة والاستكشاف. في إحدى الليالي، حلم يحيى بأنه يقود قافلة من الجمال عبر صحراء لم يرها من قبل، صحراء الأحلام، حيث الرمال لونها ذهبي كالعسل وسماء تتلألأ بالنجوم كأنها مرصعة بالماس. في الصباح التالي، قرر يحيى تحويل حلمه إلى حقيقة والانطلاق في رحلة بحثاً عن صحراء الأحلام. جهَّز متاعه وودع أهله وأصدقاءه، وسار بجمله الوفي، علاء، يتبعان خرائط النجوم كما رآى في منامه. أيامٌ وليالٍ مرّت، ويحيى يسير في الصحراء الشاسعة، يواجه الرياح والعواصف الرملية التي تحاول ثنيه عن هدفه. لكنه كان مصمماً على الاستمرار بفضل تلك الرؤيا التي ظلت ترشده. الحياة في الصحراء كانت قاسية، لكنها أيضاً أظهرت جمالها الغامض من خلال اللقاءات المثيرة مع قوافل البدو الرحل وحفلاتهم الموسيقية حول النار، بالإضافة إلى الواحات الخضراء التي تقدم فسحة من الراحة والتجديد. بعد رحلة طويلة، وصل يحيى أخيراً إلى مكان يشبه إلى حد كبير موقع حلمه. كانت الرمال تبرق تحت شمس الظهيرة والسماء تعانق الأفق بنقاء غير مسبوق. هنا، في صحراء الأحلام، عثر يحيى على واحة مخفية عن العالم، حيث تعايش الناس بسلام مع الطبيعة وتناغم الأرواح. أدرك أن الرحلة لم تكن فقط بحثاً عن مكان، بل كانت عن الاكتشاف الداخلي والحلم بعالم أفضل. قرر يحيى أن يقضي بعض الوقت في تلك الواحة، يتعلم ويشارك أهلها حياتهم، حتى يحين وقت الانطلاق في رحلة جديدة قد تحمل إليه دروساً أعظم في الحياة.